الاثنين، 24 سبتمبر 2012

عودة التعذيب وقتل المواطنين داخل السجون وأقسام الشرطة خلال المائة يوم الأولى لـ"مرسي"

شهدت المائة يوم الأولى للرئيس محمد مرسي ،والتى قاربت على الانتهاء ، عودة للمارسات التعذيب والعنف من قبل وزارة الداخلية ، تمثلت فى تورط ضباط الشرطة فى مقتل مواطنين على أثر تعذيبهم والاعتداء عليهم ، وقتل أحد المتظاهرين أمام السفارة الأمريكية ، وفض اعتصامات ومظاهرات سلمية بالقوة واعتقال المتظاهرين ، حتى طمس رسومات الجرافيتي التى توثق لثورة 25 يناير فى شارع محمد محمود بوسط القاهرة . فى "المحلة الكبرى" بمحافظة الغربية ، يتهم "محمد العمدة " ضباط الشرطة بقتل شقيقه "كريم" ، ويعمل معه نجارًا مسلحاً ، نافياً الرواية الأمنية بأنه توفى نتيجة أزمة بالقلب ، فيقول لحقوق دوت كوم :" اخي كان يتسلق إلى أدوار مرتفعه بطبيعة عمله ، ويعمل فى مهنة صعبة وتحتاج إلى قوة بدنية " مؤكداً أنه مات بسبب الاعتداء عليه داخل سيارة الشرطة ، ويحذر من تزوير تقارير الطب الشرعي ، بهدف تبرئة الضباط كما حدث فى قضايا قتل المتظاهرين أثناء الثورة وحكي "العمدة" واقعة قتل شقيقه قائلاً :" استوقفه احد ضباط الشرطة وأراد اصطحابه إلى القسم ،فرفض كريم ،فضربه الضابط بقوة على صدره ، وحمله مجموعة من أمناء الشرطة إلى داخل السيارة ، أثناء وضعه بالسيارة ارتطمت رأسه بالسيارة ، وكان بداخلها مجموعة من المقبوض عليهم ، حاول الضابط المتهم اجبارهم على الشهادة لصالحه بأن كريم مات بشكل طبيعي ، فرفضوا واكدوا أنهم لم يشاهدوا شيء ، وأن سيارة الشرطة كانت مغلقة عليهم ولم يشاهدوا الضابط أو المجنى عليه سوي داخل السيارة عندما لفظ الأخير أنفاسه الأخيرة ". "سيد عادل المدابغي، 25 سنة ، يعمل فى ورشة صغيرة فى عزبة شومان التابعة لمدينة ميت غمر يعول أسرة مكونة من 4 أفراد، و3 شقيقات، ووالدته".. هذة تفاصيل ضحية اعتداءات الشرطة فى ميت غمر بالدقهلية ، يقول أحد أصدقائه : "كنا نسير أمام شركة عمر أفندى و سمعنا ضرب النار من الضباط فحاولنا الفرار ولكن أصابت سيد رصاصة فى القلب متعمدة من أحد الضباط وذلك فى الساعة 11 ليلا فلقي مصرعه على الفور" . ويحكي والد "عطوان محمد عبد الله"، المسجون على خلفية إتهامه بسرقة سيارة بالإكراه أن إبنه يتعرض للتعذيب والإهانات داخل معسكر الجلاء العسكري ،وأن محاكمته كانت سريعه وغير عادلة، ويوضح – فى شهادته لحقوق دوت كوم – إن الوضع داخل السجون لم يتغير بعد الثورة فالتعذيب مستمر ، والتعامل مع المسجونين يهدر كرامتهم وآدميتهم وتصف "حنان مقداد" شقيقة خالد المحبوس على خلفية أحداث العباسية ، الوضع داخل السجن بالسيء وتقول :"دخل خالد في مشادة كلامية مع أحد ضباط القوات المسلحة ، والذي قام بالقبض عليه ، وحرر له محضراً ،وخلال يومين تم الإفراج عن خالد بكفالة، ليمثل للمحاكمة بعد أحداث العباسية ليتم اتهامه خلال المحاكمة بسب الذات العسكرية، و يصدر بعدها الحكم العسكري عليه بالسجن لمدة 6 شهور مع النفاذ بسجن وادي النطرون. وعن أحوال خالد داخل السجن أضافت حنان قائلة: " إن خالد يعاني أحوال سيئة جدًا داخل السجن حيث يخضع لانتهاكات جسدية و تعذيب على أيدي الضباط الموجودين داخل السجن وصل إلى حد الجلد والتزحيف عارياً ، ووضع عصا فى مناطق حساسه من جسده " يقول مجدي عبد الحميد ، رئيس الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية إن الأمن يريد توجيه رسالة ، بأنه لن يعمل إلا بنفس الطريقه القديمة ، ويفرض شروطه للعودة ،مضيفاً أن مشكلة الجهاز الأمني معقدة ، بسبب توغله فى كل المؤسسات والملفات ، موضحاً أن الصراع من أجل تغيير ثقافة الشرطة سيمتد خلال الفترة القادمة ويضيف شريف الروبي ، أحد شباب الثورة ، عضو المكتب التنفيذي لحركة 6 إبريل الجبهة الديمقراطية أن الداخلية تمارس الآن قمعاً أكثر منه قبل الثورة ، مشيراً إلى الاعتداء على المتظاهرين فى أمام محكمة عابدين ، والسفارة الأمريكية، وفض اعتصام جامعة النيل ، وانتقد تصرحات أحمد مكي وزير العدل حول عودة قانون الطواريء ، وقال أنه سيزيد من انتهاكات الداخلية ، ويدفع الضباط إلى ممارسات أكثر عنفاً بحجج عودة الأمن ، وأوضح الروبي إن قيادات الداخلية قبل الثورة لا زالوا يمارسون عملهم دون تغيير يقول حافظ أبو سعدة رئيس المنظمة المصرية لحقوق الانسان إن ما حدث من فض اعتصامات بالقوة وحوادث التعذيب والعقاب الجماعي كلها تمثل عودة لنفس الانتهاكات القديمة ويبدو أن هناك خلط بين استعادة الأمن وانتهاك حقوق المواطنين من قبل رجال الشرطة. وأضاف أبو سعدة أنه يمكن استعادة الأمن دون انتهاكات جسيمة وعلى الرئيس أن يدرك انه مسؤول عن ذلك ، وهناك مسئولية قضائية تقع على الرئيس مرسي لأنه رئيس السلطة التنفيذية وعليه دور فى منع ارتكاب جرائم التعذيب.

0 التعليقات:

إرسال تعليق